رسالتنا

من المتعذر تصور وجود إنساني خارج المجتمع، وهذا الوجود الاجتماعي يفرض وبالحتم تنظيمه بشكلٍ يؤمن التعايش بين أفراده ضمن إطارٍ يحدد حقوق كلّ فردٍ فيه والواجبات التي ينبغي القيام بها سواءً كانت سلباً أم إيجاباً، هذه الحدود هي قواعد القانون الاجتماعي الذي تختص به جماعة معينة على وجه الأرض.

والحق قديم قدم الخالق عزّ وجَلّ، وإن اختلفت صور مؤيداته، إلا أنه يبقى من حيث النتيجة مكنة قانونية تهدف إلى مصلحة مشروعة وتُخَوِّل صاحبها القيام بعمل أو إجبار آخر على أدائه، وعندما يقرّ القانون حقاً من الحقوق بصدد تنظيمه الروابط والعلاقات فإنه يفرض واجباً مقابل ذلك الحق قد يقع على الناس كافّة؛ كالواجب في احترام حقّ الملكية، أو على شخص ٍ معين أو على أشخاص بذواتهم؛ كالواجب على المدين نحو دائنه بالقيام بأداء التزامه.

وهنا يبرز دور المحامي كأهم مهندسي المجتمع والمؤثرين فيه، فإن كانت العدالة طائراً حرّاً يلامس أعنان السماء ويعلو فوق السحاب، فإن هذا الطائر لا يرتفع ولا يسمو إلا بتناغم خفقان جناحيه القضاء والمحاماة.

وحقيقةً فإنه من المتعذر رؤية من يُقبِل على مهنة المحاماة ويُبدع فيها إلا من كان عزيز نفسٍ؛ لأنها مهنة تحدٍ وكفاح، فهي لا ترحب بالأيادي المرتعشة ولا بالقلوب المرتجفة؛ فهي مهنة فرسان العدالة رافعي لواء الحقّ.

فالمحامون يؤمنون بأن الحق نوراً يسطع في قلوب البشر وضياءً يسمو في حياتهم، وأنه يعلو ولا يُعلى عليه، ويؤمنون بأن ّالقانون سياجٌ للحريات وضمان للأبرياء، ونجدةٌ لمن يقف يوماً موقف الاتهام.

وهذا كلّه يتطلب أن يُحصّن المحامي ذاته ابتداءً بالعلم والمعرفة، وأن يحافظ على كرامة مهنة المحاماة بعدم إشراكها بمهنةٍ أخرى، إذ أن شيبها لا يزالون ينهلون من بحور العلم ويدأبون على دوام البحث والتقصي، كما يتطلب درجة عالية من المصداقية والشفافية تسود العلاقة بين مكتب المحامي وعملائه.

وقبل كلّ ذلك فإن المحامي وكيل بالخصومة وليس خصماً لأحد، وأسمى مهماته في الجانب القضائي هو ضمان محاكمة عادلة لموكليه، وبالتالي فهو لم يعد محامياً عندما يحاول قلب الحقّ باطلاً والباطل حقّ بل يصبح شريكاً في جرائم موكليه.

وإيماناً من أعضاء فريق مكتب الآغا للمحاماة والاستشارات القانونية بهذه المبادئ فإن إمامنا في قبول التوكل بأية قضية أو عملٍ قانوني هو أحقية هذه القضية وسلامة هذا العمل القانوني ابتداءً وقبل النظر إلى أيّ جانبٍ آخر، آخذين على أنفسنا العهد بالالتزام الصارم بأخلاقيات المهنة والإبداع في تقديم حلول قانونية تلبي احتياجات العملاء على مختلف المستويات، والحفاظ على سريّة أعمال الموكلين، وحفظ وثائقهم وأرشفتها بطريقة علمية تضمن الاستجابة السريعة لتزويدهم بأيٍّ منها في أي وقتٍ كان، وأن نكون شركاء موثوقين لزملائنا وعملائنا في بناء بيئة قانونية عادلة ومستدامة، متبعين قوله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ والمُؤمِنُون وسَتُرَدُّونَ إلى عَالَمِ الغَيبِ والشَّهَادةِ فيُنبِئكُم بِمَ كُنْتُم تَعمَلُون.

صدق الله العظيم